وَقَدْ تَنَوَّعَتِ الْمُؤَلَّفَاتُ فِي الْفِقْهِ تَنَوُّعًا كَبِيرًا؛ فَمِنْهَا الْمُؤَلَّفَاتُ الْمَبْنِيَّةُ عَلَى الْمَذَاهِبِ، فَهُنَاكَ كُتُبُ الْفِقْهِ الْحَنَفِيِّ، وَكُتُبُ الْفِقْهِ الْمَالِكِيِّ وَالشَّافِعِيِّ وَالْحَنْبَلِيِّ. مُطَوَّلَاتٌ وَمُخْتَصَرَاتٌ وَمُدَوَّنَاتٌ وَحَوَاشٍ، مَبْسُوطَةٌ وَمُخْتَصَرَةٌ، وَمِنْهَا كُتُبٌ فِي الْفِقْهِ الْعَامِّ الَّتِي تَتَنَاوَلُ الْأَحْكَامَ الشَّرْعِيَّةَ لَا عَلَى مَذْهَبٍ مُعَيَّنٍ، وَإِنَّمَا عَلَى الْأَدِلَّةِ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ. وَهُنَاكَ كُتُبُ الْفِقْهِ الْمُقَارَنِ الَّتِي تَذْكُرُ الْمَذَاهِبَ الْفِقْهِيَّةَ فِي الْمَسْأَلَةِ الْوَاحِدَةِ، وَمِنْهَا مَا يُرَجِّحُ بَيْنَهَا مُؤَلِّفُهَا، وَمِنْهَا مَا لَا يُرَجِّحُ بَيْنَهَا. وَهُنَالِكَ مُؤَلَّفَاتٌ فِي آيَاتِ الْأَحْكَامِ، وَهِيَ كُتُبٌ مُشْتَرَكَةٌ بَيْنَ التَّفْسِيرِ وَالْفِقْهِ؛ لِأَنَّهَا تَتَنَاوَلُ الْآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةَ الْمُشْتَمِلَةَ عَلَى الْأَحْكَامِ الْفِقْهِيَّةِ. وَكَذَلِكَ هُنَالِكَ كُتُبُ أَحَادِيثِ الْأَحْكَامِ، وَمِنْ أَشْهَرِ الْكُتُبِ فِي ذَلِكَ: كِتَابُ «بُلُوغُ الْمَرَامِ» لِلْإِمَامِ الْحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ الْعَسْقَلَانِيِّ، وَشُرُوحَاتُهُ كَثِيرَةٌ مُتَنَوِّعَةٌ قَدِيمَةٌ وَحَدِيثَةٌ.
وَلَا بُدَّ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الصَّلَاةُ عَلَى الصُّورَةِ الَّتِي أَرَادَهَا اللهُ تَعَالَى شَرْعًا؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا رَأَى الرَّجُلَ يُصَلِّي عَلَى غَيْرِ الصُّورَةِ الشَّرْعِيَّةِ الْمَطْلُوبَةِ أَمَرَهُ أَنْ يُعِيدَ الصَّلَاةَ. وَالصَّلَاةُ الَّتِي لَهَا هَذِهِ الْأَهَمِّيَّةُ فِي دِينِ اللهِ تَعَالَى لَا تَكُونُ وَاقِعَةً صَحِيحَةً إِلَّا بِطَهَارَةٍ تَسْبِقُهَا، وَمِنْ هُنَا كَانَ اعْتِنَاءُ الْعُلَمَاءِ بِبَابِ الطَّهَارَةِ وَتَقْدِيمُهُ عَلَى سَائِرِ أَنْوَاعِ الْعِبَادَاتِ. وَلِأَنَّ الصَّلَاةَ أَهَمُّ الْعِبَادَاتِ، وَلَا تَكُونُ الصَّلَاةُ حَتَّى تَسْبِقَهَا الطَّهَارَةُ، فَقَدَّمَ الْعُلَمَاءُ الْمُصَنِّفُونَ فِي الْفِقْهِ الطَّهَارَةَ عَلَى سَائِرِ أَبْوَابِ الْفِقْهِ الْمُخْتَلِفَةِ لِهَذِهِ الْأَهَمِّيَّةِ. وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِأَهَمِّيَّةِ الطَّهَارَةِ يَقُولُ: « الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ ». وَاللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}، وَقَالَ تَعَالَى: { لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}.
آلة حاسبة: بسيطة وسريعة | برنامج آلة حاسبة | آلة حاسبة | آلة حاسبة علمية | حمية حاسبة | تاريخ حاسبة | حاسبة تحويل وحدة | الملابس التحويل حاسبة الحجم | حاسبة الرهن العقاري والفائدة
freedomflags.org, 2024